القائمة الرئيسية

ticker اختتام قمة Multiverse 2025 في وادي السيليكون بالولايات المتحدة ticker حرب المسيرات مشتعلة بين روسيا وأوكرانيا.. ومعارك طاحنة بالجبهات ticker المغرب يهزم أميركا ويبلغ ثمن نهائي مونديال الناشئين ticker واتساب يقترب رسمياً من دعم محادثات التطبيقات الخارجية في أوروبا ticker ما هو إنترنت الأشياء الذي أصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية؟ ticker حرس الحدود يقيم معرض "وطن بلا مخالف" بمنطقة مكة المكرمة ticker وزارة الخارجية: المملكة تدين وتستنكر استمرار الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون المتطرفون ضد الشعب الفلسطيني ticker «الأرصاد» ينبه: أمطار متوسطة إلى غزيرة على الباحة حتى الإثنين ticker المنتخب السعودي يتغلّب على منتخب ساحل العاج ticker كوريا الجنوبية تهزم بوليفيا وديّاً ticker عجلون تستعد لحزمة واسعة من المشاريع السياحية والاستثمارية ticker ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من 69 ألفًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي ticker برعاية ولي العهد .. السعودية تنظم قمة عالمية للذكاء الاصطناعي ticker سمو ولي العهد يعزي رئيس الجمهورية التركية في ضحايا حادث تحطم طائرة شحن عسكرية تابعة لوزارة الدفاع ticker النيابة العامة: التعصب القبلي تعدٍ على القيم المجتمعية ويُعرّض مرتكبه للمساءلة ticker وصول أول رحلة أوروبية مباشرة إلى مطار "البحر الأحمر الدولي" ticker الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تُطلق مشروعًا بحثيًا لتحليل وتوثيق النقوش وإبراز تنوّعها عبر الحضارات ticker وكيل إمارة الباحة يتقدّم المصلين في صلاة الاستسقاء بجامع الملك فهد ticker تجمع الباحة الصحي يُدشّن فعاليات الأسبوع العالمي للجودة 2025 ticker إطلاق برنامج أكاديمي لتأهيل 250 متدربًا في فنون الطهي

الصدق شكل راقٍ من العصيان

{title}
مها عبدالله

منذ متى أصبح قول الحقيقة يمثل خطرًا؟ ومتى تحوّل الصدقُ إلى مغامرةٍ تحتاج إلى حساباتٍ قبل أن تُقال؟ ولماذا يخاف الناس من الوضوح أكثر مما يخافون من الكذب؟ أسئلةٌ موجعة تعكس واقعًا غريبًا نعيشه اليوم، حيث يختبئ الصادقون خلف الصمت، ويتقدّم المجاملون بوجهٍ واثقٍ وابتسامةٍ مصطنعة.

لم نعد نقول الحقيقة كما هي، بل كما يُسمح لنا أن تُقال. صارت الكلمات تُوزن بميزان الخوف لا بميزان الضمير. نتحدث بحذر، ونكتب بحذر، ونعيش بحذر، وكأن الصراحة جريمةٌ ننتظر عقوبتها في العلن. الحقيقة التي كانت يومًا فضيلةً، أصبحت اليوم تهمةً تحتاج إلى دفاعٍ طويلٍ وتبريرٍ مؤلم.

في زمنٍ يُلمّع الكذب باسم «اللباقة»، وتُغلف المجاملة بشريطٍ من «الذوق»، تراجعت الصراحة إلى الظل، وجلست المجاملة في الواجهة. من يقول الحقيقة يُتَّهم بالقسوة، ومن يُجامل يُكافئ بالقبول، حتى غدت الأقنعة جزءًا من الزيّ الاجتماعي، وأصبح الصدقُ عملاً غير مرغوبٍ فيه، لأنه ببساطة يُربك ما هو قائم على التزيين والتلطيف والتأجيل.



المؤلم أن الكذب لم يعد يُستخدم لخداع الآخرين فحسب، بل لحماية الذات من ردود فعلهم، فكلّ من تجرّأ وقال رأيه خسر شيئًا: علاقةً أو إعجابًا أو فرصةً، حتى غدت المجاملة طريقًا آمنًا، والصدق طريقًا وعرًا لا يسلكه إلا من تحرّر من الخوف. إنه زمنُ «التجميل الجماعي»، حيث نُزيّن الكلام كما نُعدّل الصور، ونُخفي العيوب بالكلمات كما نُخفيها بالفلاتر.

لكن الحقيقة، مهما كانت قاسية، تبقى الشيء الوحيد القادر على إنقاذنا من التزييف الذي نمارسه طوعًا. هي صوتُ الضمير حين يصمت الجميع، وهي الخيطُ الأخير بين الإنسان ونفسه، وحين نقطعه نعيش بوجوهٍ جميلةٍ وقلوبٍ خاوية.

أخيرًا.. في زمن التجميل الجماعي، أصبح الصدقُ شكلًا من أشكال العصيان.